Alawioon

علويون مع الزماني

٢٠٠٦-٠٦-١٦

اليوم سأكتب عن قريتي التي أعيش فيها

أولا أنا اعيش في مملكة البحرين وهي دولة خليجية معروفة بصغر حجمها وقلة مواردها الطبيعية.
أعيش في قرية من قراها الجميلة ووالتي تتميز ( سابقا ) بالمياه العذبة والعيون الجارية والأشجار المخضرة من حولها أم الآن فقد إختفى كل شيء تقريبا بسبب التطور العمراني والزحف السكاني على هذه المناطق الجميلة.

تتميز قريتي بأنها شبه منعزلة عن بقية القرى المجاورة لها فهي بعيدة قليلا عنها ( 3 كيلومتر تقريبا عن أقرب قرية لنا ) لهذا فهي بقية محافظة على عادتها وتراثها وأعرافها التي تغيرت كثيرا عند بقية القرى، ويقال أيضا بأن قريتي هل أكبر قرية في المحفظة من حيث المساحة الجغرافية.

تتميز القرية التي أعيش فيها بأن معظم سكانها ينتسبون مباشرة إلى أحد أحفاد الرسول الأكرم ( صل الله عليه وآله وسلم ) فالمعروف لدينا أن أي شخص ينتسب للرسول الأكرم مباشرة أو من أحد أحفاده يطلق عليه لقب ( سيد ) تقديرا وإجلالا لهذا الشخص نظرا لنسبه من الرسول الأكرم.

في السابق كان الأهالي يعملون في النجارة ورعي الأغنام والزراعة والقليل امتهن الغوص بحثا عن اللؤلؤ، اما الآن فقد أتى جيل جديد يعمل في الأعمال الحديثة التي نعرفها كلنا ( مدرس ، مهندس ، طبيب ... الخ) نتيجة للتطوير الكبير الذي حدث في التعليم، وكذلك ظهور النفط ( على ما اعتقد نبع أول بئر في البحرين في حدود 1932م ).

عندما نجلس مع كبار السن ( أجدادنا ) يخبروننا بأنه في السابق كان جميع اهالي القرية يجتمعون على سفرة واحدة ( أي على مائدة واحدة ) لتناول الطعام، أما الان فإن من الصعوبة حصول ذلك نظرا للعدد الكبير الذي وصلت إليه القرية الذي حسب إحصائية سنة 2001 على ما أتذكر وصل إلى أكثر من خمسة آلاف نسمة.

مرة البحرين كغيرها من الدول الخليجية بالكثير من الأحداث الداخلية الساخنة كانت جلها تطالب بإنصاف حق الإنسان الخليجي بحياة كريمة من جميع الجوانب ( حياة سياسية اقتصادية معيشية إجتماعية كريمة ) فمثلا في ثلاثينيات القرن الماضي ظهرت حركة عمال بابكو ( وهي شركة البحرين للنفط ) التي طالبت بتحسين أوضاع العمال في هذه الشركة العملاقة، وفي السبعينيات وبعد استقلال البحرين عن المملكة البريطانية في عام 1973م وبعد حل البرلمان و إيقاف نشاطه إلى أجل غير مسمى وإصدار قانون امن الدولة ( الذي عان الويلات منه جميع شعب البحرين ) ظهرت أصوات تنادي بإعادة الحياة البرلمانية مجددا وإصلاح ما تم إفساده، وقد استمرت هذه المطالب حتى بداية عام 1994م التي انفجر فيها الشعب بالكامل وبقوة في وجه الحكومة البحرينية وقد عرفت الفترة الممتدة من ( 1994م إلى 1999م تقريبا ) بفترة أحداث البحرين حيث سقط فيها ما يقرب من أكثر من 60 شهيدا من عامة الشعب على أيدي أجهزة أمن الدولة، ظهرت خلال ذلك الكثيرمن الحركات منها ما عرف بـحركة احرار البحرين ، وجبهة تحرير البحرين، و أصحاب المبادرة وغيرها من الحركات.

في 6/3/1999م أعلن أنه قد توفي أمير البحرين ( الشيخ عيسى آل خليفة ) ليصبح هذا التاريخ هو نهاية الحقبة الأكثر سوداوية مرت على البحرين، حيث تم الاعلان عن تنصيب الشيخ حمد بن عيس آل خليفة على إمارة البحرين، الذي استفاد – ولو جزئيا – من أخطاء أبيه في الحكم حيث أعلن عن مبادرة إنتقالية لحل الأزمة العالقة بين الشعب و الحكومة التي عرفت فيما بعد بميثاق العمل الوطني كان ذلك في عام 2001 والذي سبقه إفراج عن جميع السجناء الرأي ليعلن بعد ذلك أنه ولأول مرة تخلو جميع السجون البحرينية من أي سجين ساسي وليتم بعد ذلك إعادة الحياة البرلمانية في 2002م مجددا.

أكتفي بهذا القدر ،، وقد يكون لي رجعة مرة أخرى.