Alawioon

علويون مع الزماني

٢٠٠٤-١٢-١٣

وصية خروف لأبنه

من بدائع الشاعر العربي أنه يوظف كل ما حوله لتوصيل مبتغاه بسلاسة وبساطة وبقوة عجيبة
دعونا نستمتع مع هذه المقاطع من الشعر الجميل الذي ينطبق كثيرا على واقعنا العربي الأليم :
ولدي إليك وصيتي عهد الجدود
الخوف مذهبنا نخاف بلا حدود

نرتاح للإذلال في كنف القيود
و نعاف أن نحيا كما تحيا الأسود

كن دائما بين الخراف مع الجميع
طأطئ وسر في درب ذلتك الوضيع

أطع الذئاب يعيش منا من يطيع
إياك يا ولدي مفارقة القطيع

لا ترفع الأصوات في وجه الطغاة
لا تحك يا ولدي ولو كموا الشفاه

لا تحك حتى لو مشوا فوق الجباة
لا تحك يا ولدي فذا قدر الشياة

لا تستمع ولدي لقول الطائشين
القائلين بأنهم أسد العرين

الثائرين على قيود الظالمين
دعهم بني و لاتكن في الهالكين

نحن الخراف فلا تشتتك الظنون
نحيا وهم حياتنا ملىء البطون

دع عزة الأحرار دع ذلك الجنون
إن الخراف نعيمها ذل وهون

ولدي إذ ما داس إخوتك الذئاب
فاهرب بنفسك وانج من ظفر وناب

و إذا سمعت الشتم منهم والسباب
فاصبر فان الصبر اجر وثواب

إن أنت أتقنت الهروب من النزال
تحيا خروفاً سالماً في كل حال

تحيا سليماً من سؤال واعتقال
من غضبة السلطان من قيل وقال

كن بالحكيم و لاتكن الأحمق
نافق بني مع الورى وتملق

و إذا جررت إلى احتفال صفق
و إذا رأيت الناس تنهق فأنهق

انظر ترى الخرفان تحيا في هناء
لاذل يؤذيها ولا عيش الإمــاء

تمشي ويعلو كلما مشت الثغاء
تمشي و يحدوها إلى الذبح الحذاء

ما العز ، ما هذا الكلام الأجوف
من قال إن الذل أمر مقـر ف

إن الخروف يعيش لا يتأفـف
مادام يسقى في الحياة ويعلف
( إلى لقاء آخر ،، )